لنتخيل ولنبدع معا [fr]

وجهة نظر... جاك لانغ
وزير الثقافة سابقا، رئيس معهد العالم العربي

JPEG

منذ وصولي على رأس معهد العالم العربي ورغبتي أن أزور الجزائر، بلد تربطه مع فرنسا علاقات ثرية متميزة كما كان يدفعني التزامي الشخصي ضد الاستعمار الذي سُنحت لي الفرصة للتعبير عنه عندما كنت طالبا وفي عدة فرص فيما بعد تندرج في إطار كفاحي من أجل القيم العالمية التي يحملها بلدنا.

لهذا السبب فإنني قبلت فورا اقتراح رئيس الجمهورية فرانسوا هولاند بمرافقته يوم 15 جوان أثناء زيارة الصداقة والعمل التي قادته إلى الجزائر.

لقد كنت مندهشا أثناء الحوارات بين رئيسنا والرئيس بوتفليقة والوزير الأول سلال بنوعية العمل المنجز منذ زيارة الدولة في ديسمبر 2012. ”العصر الجديد“ الذي انفتح منذ ثلاثين شهرا سمح بإعطاء طاقة تُرجمت من خلال تعاون متزايد في جميع المجالات وحوار بلا طابوهات.

يساهم معهد العالم العربي في هذا الدفع المشترك. فالمؤسسة التي أترأسها اليوم والتي ساهمت في خلقها تهدف لأن تكون فضاء للحوار بين ثقافات ضفتي المتوسط. يستقبل معهد العالم العربي دوريا تظاهرات حول الجزائر مثلما كان الحال في 11 جوان الفارط إذ نظمت غرفة التجارة والصناعة الجزائرية بفرنسا منتدى اقتصادي كبير بالتعاون مع منتدى رؤساء المؤسسات الجزائري وفي هذا الإطار نرغب في أن نطلق مشروع عرض كبير مخصص للإبداع الجزائري المعاصر.

لقد شدهت من خلال لقاءاتي العديدة مع فنانين ومثقفين جزائريين بحيوية الساحة الثقافية الجزائرية التي تستقي من تاريخ الجزائر. نيل كمال داود، الكاتب باللغة الفرنسية، مؤخرا لجائزة ”غونكور“ عن الرواية الأولى والذي كنت دعمت ترشيحه علانية يبرهن عن موهبة والتزام الجيل الجزائري الشاب، إن كان ذلك يحتاج برهانا. ونجاح حصة تالاسا ”الجزائر، لقاء مع البحر“ والوثائقي الجذاب ليان أرثوس برتران ”الجزائر من علِ“ يبرز الاهتمام المتجدد للجمهور الفرنسي لهذا البلد الخلاب، القريب والمجهول في الوقت نفسه.

أنا مقتنع بأن فرنسا والجزائر اللتان تعيشان اليوم تقاربا تاريخيا ستعرفان من خلال الفن والثقافة كيف تأخذان الأفضل من تاريخهما وتعززان أكثر أواصر الصداقة وتبنيان معا متوسط المستقبل.

آخر تعديل يوم 01/07/2020

أعلى الصفحة