كلمة السفير بمناسبة إحياء العيد الوطني 14 جويلية [fr]

سيدي الوزير،
السادة والسيدات المستشارين،
سيداتي سادتي،

قلت سنة 2012 بأن مغادرة الجزائر بعد عدة سنوات من المكوث فيها ليس أمرا سهلا، ولم أكن أعلم أن الأمر صعب إلى درجة أنني سأعود إليها بعد سنوات. بصراحة، إنه لشرف لي وسرور أن أعود إلى الجزائر وأن أكون بينكم في هذه الإقامة الجميلة وفي هذا اليوم، 14 جويلية.

يشرفني أن أمثل فرنسا في الجزائر مجددا، ويشرفني أنه تم اعتمادي من طرف السلطات الجزائرية، التي أشكرها عن السرعة التي اعتمدتني بها، يشرفني أيضا أن أمثل في الجزائر رئيس الجمهورية الفرنسية، السيد إيمانويل ماكرون وحكومته. يشرفني ويسعدني أن ألتقي بأصدقائي والأوجه التي عرفتها هنا، من جزائريين وفرنسيين.

أعلم أيضا أنه تحد بالنسبة لي، تحد جديد وكبير، فالجزائر التي تركتها سنة 2012 قد تغيرت، وفي بلدينا تنطلق مرحلة جديدة بعد الانتخابات الرئاسية في فرنسا والانتخابات التشريعية في الجزائر. في فرنسا، لدينا رئيس جمهورية يعرف ويحب الجزائر، وأنا فخور، بصفتي سفير، أن أمثله وأطبق توجيهاته. رئيس الجمهورية، إيمانويل ماكرون، عبر صراحة عن رغبته في فتح صفحة جديدة في العلاقات الفرنسية الجزائرية، وعلينا نحن وأنتم أن نكتبها، يتعين علينا جميعا أن نساعد رئيسنا على كتابة هذه الصفحة الجديدة وكتابة فصول جديدة، علينا أن نغتنم هذه الفرصة والوقت المتاح أمامنا.

لقد حان الوقت، بدون شك، لأن نتجاوز الكلمات والعبارات : شراكة استراتيجية أو شراكة متميزة، ونشرع في بناء وتشييد وتحديد المشاريع وتحضيرها ووضع الحجر الأساس واللبنات التي تدوم وتبقى أكثر من الكلمات، هذا ما علينا تحقيقه معا وهذا هو هدفي خلال عهدتي هاته.

أنا أحب الجزائر، وأكنّ الصداقة للجزائريين.

الصداقة والاحترام والتقدير لاستقلالكم وثقافتكم وحكمتكم، ولولا هذا لما عدت هنا. إنه أمر استثنائي أن يتم تعيين الشخص نفسه سفيرا لعهدتين في البلد نفسه، والجزائر هي البلد الوحيد الذي حدث فيه هذا الأمر. قبل عشر سنوات تم تعيين هوبرت كولين دوفارديار سفيرا في الجزائر لعهدة ثانية واليوم ها أنا أعين للمرة الثانية، وهذا أمر مهم لأنه يعني الرغبة في المواصلة.

ولكن لإنجاح وتشييد وتحديد كل المشاريع واستخدام الوقت المتاح أمامنا بأفضل الطرق، لا يمكنني العمل لوحدي : سفير فرنسا في الجزائر بحاجة إليكم، لأفكاركم ولنصائحكم، لدعمكم وخبرتكم. وحده لا يمكنه فعل شيء، لكن معكم يمكنه فعل الكثير. ولهذا، سيلحق بي فريق جديد، جون باتيست فافر، الوزير المستشار، سيغادر الجزائر في الأيام القليلة القادمة بعد خمس سنوات من الخدمة ولكنه سيحتفظ بروابط قوية مع بلدكم، وكذلك ألكسيس أندريس، مستشار الثقافة والتعاون، أود أن أحييهم وأحيي أعضاء السفارة الآخرين، مارك ديديو، ماريون بورغان، عن عملهم الرائع هنا. السفير ثيبو فوريير يستخلف جون باتيست فافر وغريغور ترومل يستخلف أليكسيس أندريس، لقد اخترتهما لكفاءتهما ولتحمسهما للعمل في الجزائر. هذا واغتنم هذه الفرصة لأحيي سلفاي ، أندري بارانت وبرنارد إميي، اللذان مثلا فرنسا أحسن تمثيل خلال السنوات الماضية.

أود أن أؤكد لكم عن ثقتي في المستقبل، مستقبل مشترك ومثمر بفضلنا جميعا، إذ لا يمكننا فعل أي شيء وحدنا، كل واحد من جهته لا ينظر إلا للقارة التي ينتمي إلهيا. الجزائر التي تنتمي لهذه القارة الكبيرة والتي تتمتع بالذكاء والرقة والحكمة التي تستمدها من ثقافات متعددة متوسطية وإسلامية وإفريقية، وفرنسا بتاريخها هي بوابة أوروبا وتحب بلدكم وتعرف تاريخكم، معا يمكن لهاذين البلدين كتابة صفحة من التاريخ، الجزائر وفرنسا ليستا مجرد قصة مؤثرة، وليستا مجرد مبادلات اقتصادية واستثمارات، الجزائر وفرنسا قصة حب وصداقة.

ربما لم أتمكن خلال عهدتي الأولى من تحقيق جميع أهدافي، فقد كانت تلك المرحلة أكثر تعقيدا، لكن عودتي اليوم إلى الجزائر هو دليل على التزامي وعزمي وثقتي الكبيرة في مستقبل وقوة العلاقات الجزائرية الفرنسية.

العزم على النجاح والحب الذي يجمعنا ونظرتنا واعترافنا بالماضي وبنائنا للمستقبل، كل هذه الأسباب تجعلني سعيد بعودتي إلى الجزائر وفخور بتمثيل فرنسا في بلدكم العظيم.

في الختام، أود أن أشكر الشركات التي ساهمت في إنجاح هذا العيد الوطني وأشكر أيضا فانسون رويي، المكلف بشؤون الإقامة وكريستوف ديي رئيس الطهاة، اللذان قاما مع زملائهما بعمل جبار منذ عدة أسابيع لإنجاح هذا الحفل.

شكرا لكم.
تحيا الجزائر،
تحيا فرنسا،

JPEG

آخر تعديل يوم 11/10/2017

أعلى الصفحة