عيد 14 جويلية بسفارة فرنسا : خطاب السفير آندري بارانت [fr]

سعادة وزير النقل السيد عمار تو

سيداتي سادتي الوزراء

سيداتي سادتي النواب

سيداتي سادتي السفراء، زملائي الأعزاء

سيدتي و سادتي المستشارين في جمعية الفرنسيين بالخارج

أصدقائي الجزائريين الأعزاء

أصدقائي الفرنسيين، مواطني الأعزاء

اسمحوا لي أولا أن أرحب بكم بحرارة، فحرمي وزملائي وأنا عن نفسي جدّ سعداء لحضوركم اليوم معنا، في هذا اليوم الذي نحتفل فيه بعيدنا الوطني

و أخصُّ بالشكر أصدقائنا الجزائريين الذي لازالوا يؤكدون على ولائهم للروابط التي تجمع فرنسا والجزائر. روابط عميقة و استثنائية يمثلها أحسن تمثيل المحاربون الجزائريون القدامى في الجيش الفرنسي، الحاضرون معنا هذا المساء، تحية تقدير واحترام لهم

اسمحوا لي أيضا أن أغتنم هذه اللحظة الخاصة لأتمنى رمضانا مباركا لأصدقائنا المسلمين

لقد تطرقت يوم 14 جويلية من السنة الماضية إلى العلاقة بين بلدينا مؤكدا على عمق وقوة هذه العلاقة في كل المجالات وقلت بأنها يمكن أن تتطور أكثر وأنّه قد حان الوقت لإعطائها دفعا جديدا، خمسون سنة بعد الاستقلال

وأنا سعيد بأن أرى هذا الحلم يتخذ مجراه، سنة بعد ذلك

فلقد دخلنا، بعد زيارة رئيس الدولة، فرانسوا هولوند، إلى الجزائر، بدعوة من الرئيس بوتفليقة، عهدا جديدا في علاقاتنا، تميزه إرادة مشتركة للتطلع إلى المستقبل وبناء شراكة طموحة ومثالية

شراكة يسطر إعلان الجزائر حول الصداقة والتعاون بين فرنسا والجزائر، خطوطها العريضة و خارطة الطريق التي توجهنا

منذئذ، توالت زيارات الوزراء وانعقدت عدّة اتفاقيات وتمّ إنشاء هيئات جديدة للحوار. وستكون هذه التطورات محورا لعملية تقييم مشتركة ستقوم بها لجنة حكومية عالية المستوى، ستعقد أشغالها للمرة الأولى في نهاية السنة، برئاسة رئيسي وزراء بلدينا

ولكن هناك عدد من الإنجازات تستحق الذكر:

لقد ازداد حوارنا السياسي قوة لاسيما بعد الأزمة المالية

فالتشاور الوثيق و التعاون اللذان تجسدا بيننا بهذه المناسبة عبرا عن الذهنيات الجديدة التي تحرك علاقتنا. فلم تترك الهجمة التي قامت بها الجماعات الإرهابية ضد باماكو، والتي هددت وجود مالي، خيارا آخر غير التدخل العسكري. بالرغم من إدراكنا بأنٌ الحوار وحده يسمح بالوصول إلى حل دائم. اليوم، لم تعد الوحدة الترابية للدولة المالية في خطر وتعمل فرنسا والجزائر، يدا في اليد، مع السلطات المالية والأسرة الدولية لاسترجاع السلم الدائم في هذا البلد الشقيق

إنّ تضامننا غير محدود وسيبقى كذلك في وجه الإرهاب الذي ذكرتنا به هجمة تيغنتورين المأساوية وضد كلّ أشكال التهريب التي تهدد أمن واستقرار بلداننا

و لكن تحديات أخرى تنتظرنا في الأفق. للجزائر دور أساسي في العديد من الملفات الإقليمية والدولي. ولهذا ترغب فرنسا في التشاور معها عن كثب والاستفادة من خبرتها. وهذا ما سيكون موضوع عدّة اجتماعات ستجمع ديبلوماسيي بلدينا في الخريف المقبل

و أخيرا، شهد الجانب الاقتصادي من علاقتنا بدوره تطوارات هامة في الأشهر الأخيرة. فقد انعقد، في إطار تمديد الإعلان حول الشراكة الصناعية خلال زيارة الرئيس هولوند، منتدى للشراكة في نهاية شهر ماي، من أجل تشجيع الاستثمارات المشتركة بين المؤسسات الفرنسية و الجزائرية. ففرنسا تطمح بكلِّ تأكيد إلى أن تبق الشريك التجاري الأول للجزائر ولكنها تتمنى أيضا، بفضل ديناميكية مؤسساتها و مسؤوليها الذين أحييهم، أن ترافق الجزائر في مجهوداتها الرامية لتطوير اقتصادها وخلق مناصب شغل للشباب. فمستقبلنا يعتمد على ذلك

لقد انطلقت إذن الديناميكية الجديدة للعلاقة الفرنسية الجزائرية. وأحيي هنا كلّ أولئك الذين ساهموا في إنجاح ذلك من الجانبين، لا سيما موظفوا السفارة والمعهد الفرنسي والثانوية الدولية آلكساندر دوما، الذين استشعرت فيهم، هذه السنة روح الالتزام والمسؤولية

أضرب موعدا للجميع في الدخول الاجتماعي المقبل، لنواصل سويا، بشغف و طموح، ما نقوم به لصالح الصداقة والتعاون بين الجزائر وفرنسا

وقبل أن أختم كلمتي، اسمحوا لي أن أتقدّم لأصدقائنا الجزائريين بتمنياتي بالشفاء لرئيسهم والسعادة والازدهار للجزائر والشعب الجزائري. أودّ أيضا أن أعبّر لهم عن ثقتنا اللامتناهية في الجزائر وفي قدرتها على رفع تحديات الحاضر والمستقبل

كما أجدّد شكري لكم لقدومكم هذا المساء ، في هذا اليوم الذي يرمز لقيم الحرية والمساواة والأخوة التي تجمعنا

وشكرا لكل من شارك في تنظيم هذه السهرة الجميلة وللمؤسسات التي مولت هذا الحدث

وأخيرا، شكرا للموسيقيين، أعضاء الفرقة المعروفة آل غوستو، الذين لبوا دعوتنا اليوم والذين سكرموننا بعزفهم بعد قليل

تحيا الجزائر! وتحيا فرنسا! و تحيا الصداقة بين فرنسا والجزائر

آخر تعديل يوم 16/07/2020

أعلى الصفحة