تصدير المهرجانات الفرنسية يلقى رواجا... [fr]

أصبحت فرنسا تصدّر مهاراتها "الاحتفالية" إلى جميع أنحاء العالم في يومنا هذا، سواء أكان "عيد الموسيقى"، أم "عيد النور" ،أم مهرجان الفنانين الناشئين "القيلولات الإلكترونية"، أم مهرجان الموسيقى الإلكترونية "الليالي الصاخبة" أم غيرها.

JPEG

يحب الفرنسيون الالتقاء لقضاء أوقات ممتعة مع الموسيقيين أو أمام خشبة المسرح أو مقابل المعالم المضاءة بألف لون. أنشئ عيد الموسيقى في عام 1982 ويجري الاحتفال به في 21 حزيران/يونيو الذي يوافق يوم الانقلاب الشمسي الصيفي، وأصبح يلقى رواجا في بلدان أخرى منذ عام 1985، حتى بلغ عدد البلدان التي تشارك في هذا الاحتفال الكبير والشعبي والمجاني 125 بلدا. فيلتقي ملايين الأشخاص كل عام في نفس اليوم، من أنغولا إلى أندورا، مرورا بأرمينيا وبربادوس وبوتسوانا وقبرص وغواتيمالا وكازاخستان ومدغشقر وبيرو وسيشيل وتيمور، للاستماع إلى الموسيقى في الشارع. وتطور عيد الموسيقى في الخارج في المرحلة الأولى بفضل حيوية الشبكة الثقافية الفرنسية التي أسفرت في وقت لاحق عن مشاركة الجهات الفاعلة المحلية، مثل مدارس الموسيقى والجمعيات وحتى البلديات.

وأوكلت وزارة الثقافة إدارة تنسيق هذا الاحتفال على الصعيدين الوطني والدولي إلى جمعية تطوير الإبداع والدراسات والمشاريع (ADCEP). وتتمثل مهمة هذه الجمعية في إذكاء الوعي لدى الجمهور بهذا الحدث، وتقديم المشورة الفنية والتقنية، وتنفيذ البرامج. وتعمل الجمعية بالتعاون الوثيق مع المهنيين وجهات الاتصال التابعة لفرنسا في الخارج مثل السفارات، والمؤسسات الثقافية الفرنسية، والأليانس فرانسيز التي يسجّل فرعاها في الأرجنتين وبيرو أكبر عدد من المنتسبين في العالم.

لكن "الموسيقى الفرنسية" لا تصدَّر يوما واحدا في السنة فحسب، بل أكثر من ذلك بكثير. إذ تنظّم العديد من المهرجانات في أيام الصيف الحارة في جميع ربوع فرنسا، وتحظى البعض منها بصيت مرموق إلى درجة تجعل أشهر نجوم الموسيقى الدوليين لا يترددون في القدوم للمشاركة والغناء في هذه الحفلات الموسيقية التي عادة ما تكون مجانية.

ولم يعد المغنون والموسيقيون وحدهم من يسافر للمشاركة في المهرجانات منذ بضعة أعوام، بل أصبحت المهرجانات نفسها تنتقل إلى الخارج لاستقطاب جمهور لا ينفك يزداد عددا وشعبية. فعلى سبيل المثال، تم "تصدير" مهرجان الليالي الصاخبة (Nuits Sonores) الذي نشأ في مدينة ليون إلى مدينة طنجة في المغرب. أما مهرجان القيلولات الإلكترونية (Siestes Electroniques) الذي رأى النور في مدينة تولوز في عام 2001، فقام بتنظيم حفلات موسيقية في مونتريال وكيوتو وبرلين، وحتى في برازافيل والقاهرة وسايغون وبوينس آيرس. كما انضم هذا المهرجان، الذي يحب أن يعرّف نفسه بأنه "مهرجان المغامرات الموسيقية المجاني"، إلى شبكة "المدن الدولية للموسيقى المتقدمة" (ICAS) التي تجمع تظاهرات مخصّصة لأوجه الثقافة الرقمية. لكن الموسيقى الفرنسية ليست هي وحدها التي تحقّق نجاحا باهرا في الخارج.

JPEG

فعيد النور (Fête des Lumières) الذي استُحدث في عام 1999، في مدينة ليون، والذي يمتد على مدار أربعة أيام في شهر كانون الأول/ديسمبر، يستقطب من ثلاثة إلى أربعة ملايين زائر كل عام. وأدّى صيت هذا المهرجان إلى استحداث فرع له في الخليج العربي، ومن ثم أضيء مركز مدينة دبي في شهر آذار/مارس الماضي لمدة عشرة أيام، باثنين وثلاثين عملا فنيا ومنها سراب متروبوليس (Mirage Metropolis) للفنان جان-شارل دي كاستيلباجاك و السريناد (Serenade) لشانتال توماس، أضاءت قلب أكبر مدينة في الإمارات العربية المتحدة.

وأخيرا، تنظّم مدينة ليون منذ عام 2012، المنتدى الدولي للقاء مهرجانات الضوء، الذي مكّن المبدعين الفرنسيين من تقديم عروضهم الضوئية في الخارج والمشاركة في أحداث مثل كرنفال روما. فما من شك أن المهرجانات الفرنسية تلقى رواجا...

آخر تعديل يوم 21/09/2017

أعلى الصفحة