خطاب السيد برنارد إميي في قسنطينة [fr]

خطاب السيد برنارد إميي
السفير، الممثل السامي للجمهورية الفرنسية في الجزائر
قسنطينة - الثلاثاء 9 ديسمبر 2014

سيدي القنصل العام،
سيداتي سادتي المنتخبين،
سيداتي سادتي،

أنا مسرور جدا لاستقبالكم هنا اليوم في المعهد الفرنسي بقسنطينة ولأني هنا لأول مرة في مدينتكم الرائعة التي قدّمت للجزائر الكثير من الشخصيات اللامعة والتي من بينها وزيركم الأول الحالي. كانت زيارة شرق الجزائر غاية استراتيجية بالنسبة لي بعدما أن زرت مؤخرا وهران أين انعقدت يوم 10 نوفمبر الفارط الدورة الثانية للجنة الاقتصادية المشتركة الفرنسية الجزائرية بحضور السادة فابيوس وماكرون، وكما قلته للتو للصحافة فإن السيد فابيوس سيقوم خلال سنة 2015 بزيارة إلى الشرق الجزائري بمناسبة حدث اقتصادي جديد.

أود أن أقول أننا نعيش اليوم مرحلة مميزة من الشراكة الفرنسية الجزائرية، وقد استعمل الرئيس بوتفليقة عبارة "شراكة استثنائية" عندما عبّر للوزير فابيوس الذي قام بزيارته أن علاقاتنا في أفضل مستوياتها منذ الاستقلال، ويمكنني القول أنه منذ زيارة الدولة التي قام بها الرئيس هولاند في ديسمبر 2012 فإن هدفنا لتعزيز علاقاتنا الثنائية في كل الميادين يسير قُدُما.

وصلت إلى الجزائر وتسلمت مهامي منذ ما يقارب الثلاثة أشهر، إنها فترة قصيرة ولكنني لم أتوقف عن العمل نظرا للوتيرة المرتفعة للعلاقات الثنائية من خلال الزيارات التي تقوم بها شخصيات فرنسية سامية إلى الجزائر وزيارة شخصيات جزائرية سامية إلى فرنسا بما في ذلك زيارة الوزير الأول والتي تعد اول زيارة رسمية لوزير أول جزائري منذ أكثر من عشر سنوات، للمشاركة في انعقاد اللجنة الحكومية رفيعة المستوى مع سبعة وزراء جزائريين وعشرة فرنسيين وإمضاء 25 اتفاق في شتى مجالات التعاون الممكنة، من المفترض أن تتجسد تلك الاتفاقات من خلال مشاريع ملموسة لصالح شعبينا في إطار ما نسميه الشراكة المربحة للطرفين مع عزيمة حديدية للعمل من الجانبين، وأنا أؤكد على عزيمتنا على العمل لأننا ملتزمين جدا.

بطبيعة الحال، مدينة قسنطينة هي مهد خصب لتطوير هذه المشاريع في شتى الميادين، هذه المدينة الجميلة التي تعد الثالثة في بلدكم وعاصمة الشرق الجزائري هي بالنسبة لنا مكان رئيسي. تاريخكم وتراثكم يجعلون من قسنطينة فضاء متعدد الثقافات ومكان للتبادل، كلها ميزات ذات قيمة لامتناهية قادت لاختيار مدينة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية طوال سنة 2015، ستكون فرصة ثقافية واقتصادية رائعة لمدينتكم، سينطلق الحدث يوم 16 أفريل 2015، كنا قد تحدثنا اليوم في الموضوع أثناء تناولنا وجبة الغذاء مع شخصيات تشارك في تنظيم هذا الحدث، عن رغبة فرنسا في مرافقة هذه الانطلاقة بمساهمات ثقافية عديدة من مؤلفات مختصة وكتب وقصص وعروض ومشاركة شخصيات فرنسية في المحاضرات ومن خلال مشاريع الشراكة المؤسساتية مع مدينة غرونوبل التي تمت توأمتها منذ زمن طويل مع مدينة قسنطينة ومدينة مولوز التي تمت توأمتها مع مدينة الخروب.

كلها مواضيع تحدثنا عنها في باريس مع الوزير الأول سلال وزيرة الثقافة الجزائرية السيدة لعبيدي وأيضا مع شخصيات فرنسية مستعدة للمشاركة منها السيد جاك لانغ رئيس معهد العالم العربي الذي اقترح تعزيز التعاون بين المعهد والجزائر. ستكون لديكم عن قريب عدة قاعات عروض تم تجديدها، قاعات الخليفة ومالك حداد والمسرح، سيكون لكم مسرح "الزينيت" الخاص بكم بطاقة استيعاب 3.000 مقعد، ونوّد أن نقترح بعض الفنانين والعروض التي ستثري برنامجا يمتد على طول سنة كاملة ليضفي المتعة ليس فقط على سكان قسنطينة بل على سكان المنطقة بأكملها وسكان الجزائر والعالم العربي والأورومتوسطي.

سنقوم بتنظيم أكبر عدد ممكن من العمليات، مع أليكسيس أندريس مستشار التعاون والنشاط الثقافي في الجزائر ومع جون فرانسوا ألبا المدير النشيط للمعهد الفرنسي بقسنطينة الذي أشكره عن استقباله، وبالطبع مع قنصلنا العام بعنابة السيد فرانك سيمار، الذي سيقضي وقتا طويلا من حياته في قسنطينة.

كان القدوم إلى مدينة قسنطينة بالنسبة لي فرصة للقاء أول مع شخصيات هذه المدينة، الوالي بطبيعة الحال، الذي استقبلني لمدة طويلة بحضور رئيس المجلس الشعبي الولائي وشخصيات أخرى تشارك في حيوية الاقتصاد والثقافة لمدينتكم.

لدينا الآن عدة مشاريع هنا وحضور اقتصادي قوي، وأنا جد مسرور لأن شركة لافارج حاضرة بشكل قوي ومجمّع أكور، أستغل الفرصة لأحيي مدير فندق نوفوتال وإبيس، مجمّع فيوليا للمياه، مجمّع ألستوم، هيئة "أر.آ.تي.بي" المجندة لتطوير شبكة الترامواي، يمكنني أن أقول لكم أن الاجتماع المقبل للجنة الاقتصادية المشتركة الفرنسية الجزائرية سينعقد السنة المقبلة في منطقتكم للوقوف على التعاون الاقتصادي بين بلدينا. سنكون مجندين مع كل فريق السفارة والقنصل العام لاستغلال كل فرص التنمية الاقتصادية.

سبق أن تحدثت عن التوأمة بين مدينتي قسنطينة وغرونوبل، لقد تم انتخاب عمدة جديد لمدينة غرونوبل أثناء الانتخابات البلدية الأخيرة، وأنا واثق بأنه سيعمل جاهدا على تحريك التوأمة الموجودة مسبقا، وأنا أدرك أن الحضور الفرنسي في هذه المنطقة هام ويمكنه أن يزيد وكلنا نعمل على ذلك. كان لي زوال اليوم اجتماعا عمل جد شيق مع مدراء جامعات قسنطينة الحاضرين معنا هنا والذين أحييهم ، هناك حاليا عدة تبادلات بين الأساتذة وبين الطلبة ولدينا عدة حائزين على منح دراسية وعدة برامج تعاون ونحن مستعدون للمزيد خدمةً لكل هؤلاء الطلبة، لأنكم هنا في قسنطينة، هذه المدينة الشابة المليئة الطلابية والحيوية، كما أننا مستعدون لاستقبال أفضل الطلبة لمواصلة دراساتهم في فرنسا في إطار النشاط الذي تقوم به المصلحة الثقافية.

أتوجه إلى الفرنسيين الحاضرين هنا هذا المساء، وأوّد أن أقول لهم أن علاقتنا لم تصل أبدًا هذا المستوى من النوعية وأوّد أن أحيي مجددا عمل القنصلية العامة بعنابة وعمل المعهد الفرنسي بقسنطينة، إننا مستعدون للتواصل معكم أكثر، سيضمن القنصل العام بعنابة وفريقه هنا في قسنطينة حضورا قنصليا منتظما، وأنا أحمل رسائل مدراء جامعات قسنطينة حول إشكالية التأشيرات، فالمسافة بعيدة للذهاب إلى عنابة ولابد من محاولة تسهيل عدد من الأمور، ونحن سنعمل على ذلك. أريد أن أحيي مدرستي قسنطينة، مدرسة الباخرة الصغيرة ومدرسة الخشخاش وأنا أعلم أنه تم القيام بعمل جبّار، هدفنا هو فتح مدرسة فرنسية بعنابة وربما في يوم ما في قسنطينة أيضا. أوّد أن أشكر كل المشاركين في الجمعيات الفرنسية هنا، أوّد أن أشكر الممثلين الأمنيين للمواطنين لدى السفارة والذين يعملون في إطار نشاط القنصلية العامة بعنابة، وأوّد أن أشكر كل من يعملون كهمزة وصل بين بلدينا فهم يلعبون دورا هاما جدا، دور الصداقة بين بلدينا. أوّد أن أقول لهم أن فرنسا اليوم لديها إرادة كبيرة في العلاقة مع الجزائر وحماس كبير وعزيمة على المضي قدما.

أبرزوا لنا أعزاءي المواطنين الذين تعيشون بين أصدقاءنا الجزائريين كل الفرص التي تلاحظونها، وأظهروا لنا الإحباط الذي ربما تعيشه بعض الأوساط، أخبرونا بكل ما قد يهمّنا ليكون لدينا نشاط هنا أقرب ما يمكن إلى المواطنين ولصالح شركاءنا.

فيما يخص الثقافة، لقد تحدثنا اليوم مطولاً عن الفرانكفونية، وأنا مسرور بحضور صديقي ياسين حناشي، الذي قلّدته مؤخرا وسام فارس الفنون والآداب، الثقافة بطبيعة الحال هي جسر رئيسي بين بلدينا وأنا أطلب منكم جميعا نساء ورجالا أن تشاركوا في هذا الاندفاع الرائع للفرانكفونية في الجزائر.

أوّد أن أشكركم على حضوركم هنا مساء اليوم، أنتم فرنسيو قسنطينة، أنتم شركاء أصدقاءنا الجزائريين، الفاعلين في العلاقة الفرنسية الجزائرية، أنتم شهود وفاعلون ويمكنني القول أنكم شخصيات ناشطة في العلاقة الفرنسية الجزائرية التي نرغب أن تكون دائما أفضل وأنشط، هذا ما وددت أن اقوله لكم مساء اليوم.

سأزور قسنطينة مرات أخرى، بدون شك في إطار التحضير لتظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية"، ولكنني سأعود لأننا لدينا في هذه المنطقة مصالح جد قوية ونريد فعل المزيد ونريد الاعتماد عليكم من أجل الوصول إلى ذلك.

أشكركم وأتمنى لكم سهرة ممتعة.

JPEG

آخر تعديل يوم 28/12/2014

أعلى الصفحة